top of page
RidwanWeb Logo1.png

من نحن

{عَاشِرُوا يَا قَوْمِ مَعَ الأَدْيَانِ كُلِّهَا بِالرَّوْحِ وَالرَّيْحَانِ} - بهاء الله

امتزج تاريخ الدين البهائي بمنطقة الخليج يعود إلى اللحظات الأولى لبزوغ الرسالة البهائية، فالتمازج بين البهائية ومكونات المجتمعات العربية يعود إلى قرابة  180 عاما، حيث أصبح البهائيون جزءًا من نسيج مجتمعاتهم خاصة في مناطق الخليج العربي والعراق والشرق الأدنى ومصر.

المنطقة كانت قد شهدت منذ قرابة 200 عام حدثين هامين بالنسبة للبهائيين. ففي أوائل القرن الثاني عشر الهجري شهدت الجزيرة العربية بروز واحد من أشهر من تنبأوا بقرب ظهور مبعوث إلهي جديد، ضمن سلسله من شخصيات بارزة من مختلف أرجاء المعمورة تنبأوا جميعا بذات الشي. وفي عام 1260 هجرية (الموافق 1844م) قام حضرة الباب وهو مؤسس البابية والمبشر بظهور بهاء الله بزيارة عدد من مدن المنطقة كمسقط ومخا وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة في رحلته المعروفة.

 

واليوم يتواجد البهائيون في كافة الدول العربية، فهم إحدى المكونات الأصيلة في المجتمعات العربية التي تمتاز بالتنوع والتعدد. البهائيون بطبيعتهم لا يصنفون أنفسهم كأقلية ولا يميلون للتكتل في مدن أو أماكن محددة، بل يرون أنفسهم جزءا طبيعيا من فسيفساء المجتمع متعدد الألوان والأطياف. التاريخ العربي حافل بالشخصيات البهائية التي كانت لها اسهامات تنموية مشهودة في العديد من المجالات كالطب والهندسة والصناعة والبحث العلمي والتعليم والإعلام والتجارة والفنون والرياضة وغيرها من المجالات. العشرات من الشخصيات العربية الرائدة من مفكرين ومؤرخين وكتاب قد وثقوا في كتبهم ومقالاتهم تلك المساهمات الوطنية بكل تقدير وعرفان، مؤكدين على أهمية روح الإخاء والتنوع الذي أتاح لكافة أبناء المجتمعات أن يساهموا بكل إخلاص في خدمة أوطانهم دون النظر إلى معتقداتهم وخلفياتهم.

 

التعاليم البهائية تحث كل مؤمن على أن يجعل خدمة وطنه ومجتمعه أولوية ايمانية وإنسانية في حياته اليومية، وتؤكد على أن ذلك من أعلى مراتب العمل الصالح وأفضل انعكاس للقيم الأخلاقية التي يؤمن بها الفرد، وترجمة عملية للدعاء والصلاة والعبادة. لذا فإن البهائيين بالإضافة إلى حرصهم على خدمة مجتمعاتهم من خلال تخصصاتهم ومهنهم، فإنهم أيضا كثيرا ما ينخرطون في مجالات خدمة المجتمع والأعمال التطوعية والمشاريع التنموية كرعاية المسنين والأيتام والمساهمة في الرعاية الاجتماعية وتربية الأبناء وتأصيل ثقافة التعلم والمساهمة في الحوارات البناءة وتعزيز ثقافة الإخاء والتعايش والسلم المجتمعي. وفي المقابل فإنهم لا ينخرطون في النشاطات الحزبية والتحزبات السياسية والأيدلوجية والصراعات الفكرية، ولا يشاركون بالأنشطة الحزبية والمنافسات السياسية، فالنصوص البهائية تؤكد على تجنب كل ما من شأنه تحفيز الفرقة والاختلاف، والحرص على كل ما من شأنه الوحدة والاخاء وخدمة الأوطان والمجتمعات.

 

غالبية الدول والمجتمعات العربية اليوم تحتضن البهائيين كجزء من التنوع المجتمعي الجميل. فيمارسون عباداتهم بدرجة عالية من الحرية، كما وفرت لهم العديد من الدول فرصة امتلاك مراكز لاحتفالاتهم وأعيادهم ووفرت لهم جوانب من احتياجاتهم الأساسية؛ كما اتاحت لهم في بعض الحالات ترتيبات رسمية لإدارة شؤونهم وتسيير الاحوال الشخصية واحترام معتقدهم في الأوراق والمعاملات الرسمية وإتاحة الفرص المتكافئة لخدمة مجتمعاتهم.

bottom of page