top of page
RidwanWeb Logo1.png

مبادئ البهائية

الدين من المنظور البهائي

"كل ما هو مخلوق في الكون أجمع؛ إنما هو باب يؤدي إلى عرفانه (عرفان الله)..."   حضرة بهاءاللّه (ترجمة)

بعث الله عز وجّل إلى البشرية عبر التاريخ سلسلة متعاقبة من الرسل لتربية بني الإنسان وهدايتهم، ولكي تستنهض في كافة الشعوب قدرات تؤهلها للمساهمة في تقدم المدنية وازدهار الحضارة البشرية.  من بين هؤلاء الرسل إبراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم. أوضح حضرة بهاءالله بأن الأديان تأتي من المصدر الإلهي ذاته، وهي بمثابة فصولٍ متتابعة لدين واحد مصدره الخالق العظيم.

 

البهائيون ينظرون إلى الأديان باعتبارها سلسلة متتابعة ومستمرة من الرسالات تحملها نفوس طاهرة مقدسة يصطفيهم الله ليكونوا مرايا تعكس أنواره وتعاليمه وأحكامه، وسرجاً تهدي البشرية إلى ما هو خير لها مادياً ومعنوياً. وبأن الرسالات تتحد وتتشابه في أصولها وتتنوع فروعها المتمثلة في تشريعاتها لتتناسب مع احتياجات الإنسان والتحديات التي تواجهه في كل حقبة زمنية. فالرسالات الإلهية بمثابة العلاج لعلل العالم وأمراضه، وتتطور في تعاليمها وأحكامها حسب تطور البشر وتبدل متطلباتهم من حقبة إلى أخرى.

 

"إنّ الدّين يجب أنْ يؤلّفَ بين القلوب والأرواح، ويؤدّي إلى زوال الحروب والمنازعات من وجه الأرض، ويجب أنْ يخلقَ الرّوحانيّة والحياة والنّورانيّة في كلّ إنسان"

 يدعو الدين البهائي إلى الإيمان بالله الواحد الذي لا شريك له، ويعترف بوحدة الرسل، ويؤكد على وحدة الجنس البشري، ويأمر أتباعه بنبذ كافة ألوان التعصب، موضحاً أن الأديان جميعها تهدف إلى إشاعة الألفة والوئام بين الناس، ويعتبر توافق الدين والعلم أمراً جوهرياً ومن أهم العوامل التي تجلب السكينة والاطمئنان للمجتمع البشري وتعينه على التقدم المادي والمعنوي والسعي في عمارة الأرض.  وتنص التعاليم البهائية على مكارم الأخلاق والفضائل الإنسانية ولزوم تنمية النُبل المتأصل في الإنسان وتطور الخصال الروحية، وأن العبادة قول فعل وقمتها خدمة الآخرين.

"زينوا رؤوسكم بإكليل الأمانة والوفاء وقلوبكم برداء التقوى وألسنكم بالصدق الخالص وهياكلكم بطراز الآداب كل ذلك من سجية الإنسان لو أنتم من المتبصرين " حضرة بهاء الله

المساواة بين

رجال والنساء

نبذ التعصب والتمييز

وحدة الجنس البشري

توحيد الله

sarah-marino-final.jpg

ردم الفجوة المعرفية بين الأمم

توافق العلم والدين

تحري الحقيقة

القيم الأخلاقية والانسانية

نماذج من المبادئ البهائية

يصعب حصر مبادئ وتعاليم أي دين في عرض مختصر كهذا إلا أنه من باب الايجاز يمكن الإشارة إلى بعض أهم المبادئ التي يؤمن بها البهائيون

وحدة الجنس البشري

يؤمن البهائيون بأن كمال الايمان بوحدانية الله يكمن في الإذعان بأن الناس جميعاً خلقوا بمشيئته وإرادته وهم بذلك متساوون في اصلهم، وبالتالي فإن الايمان الحقيقي بوحدانية الله عز وجل لابد أن يرافقه ايمان بوحدة الجنس البشري. لذا يجد الباحث في المبادئ البهائية بأن وحدة الجنس البشري هو "المحور الذي تدور حوله جميع تعاليم حضرة بهاءالله". فالبشر جميعا "أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد".

 

وفي الوقت الذي تؤكد فيه التعاليم البهائية على وحدة الجنس البشري فإنها أيضا تؤكد على أهمية الحفاظ على التنوع الثقافي والفكري بل وتؤكد بأن التنوع هو أساس الاتحاد.  فالأفراد مطالبون إيمانيا وانسانيا بخدمة مجتمعاتهم وأوطانهم والعطاء والتفاني من أجل رقيها وعلو شأنها والحرص على التمثل بقيم المواطنة الإيجابية التي تعمل على رقي الفرد والمجتمع والمؤسسات في كل بلد من بلدان العالم كل حسب ثقافته وبيئته. هذا النمو والتقدم الجماعي للمجتمعات والبلدان هو الذي سيحقق التجانس والوئام بين الأمم ويصل بالعالم إلى مرحلة من الرشد والسلام.

 

إن التنوع ليس عائقا أمام وحدة الجنس البشري بل على العكس سببا لثرائه وقوته. وقد شبه حضرة بهاء الله تنوع المجتمع البشري ووحدته بتنوع الخلايا والأعضاء في جسم الانسان. فرغم التنوع والتباين في اشكال ووظائف ملايين الخلايا وعشرات الأعضاء في الجسم البشري إلا أن هذا التنوع هو سر حياة وصحة الانسان؛ فالأعضاء والخلايا لا تتنافس بل تتكامل.

وحدة الجنس البشري

نبذ التعصب والتمييز بجميع أشكاله

تأكيدا على مبدأ وحدة الجنس البشري فإن التعاليم البهائية تؤكد وبشدة على نبذ كافة أنواع التعصبات العرقية والقومية والجنسية والدينية والطبقية والفكرية وغيرها؛ ونبذ كافة اشكال التمييز بين البشر.  وفي المقابل فإنها تؤكد على أهمية بناء جسور التفاهم والسلام والوئام وبث روح التسامح والتعايش بين جميع شعوب الأرض وأممها، فالبشر جميعا أبناء أسرة إنسانية واحدة.

 

يتفضل حضرة بهاء الله: "يا ابن الإنسان هل عرفتم لِمَ خلقناكم من ترابٍ واحد لئلا يفتخر أحد على أحد وتفكّروا في كل حين في خلق أنفسكم، إذًا ينبغي كما خلقناكم من شيء واحد أن تكونوا كنفس واحدة".

نبذ التعصب والتمييز

بجميع أشكاله

المساواة بين الرجال والنساء في الحقوق والواجبات

تشير التعاليم البهائية إلى أن الانسان عبارة عن مزيج من جسد مادي وروح إنسانية مصدرها الخالق عز وجل. وبأن الفروق الجنسية محصورة في الجانب الجسدي المادي كما هي سائر الفروق الجسدية كاللون والعرق والهيكل، بينما النفس البشرية والروح التي تشكل الجانب الأهم من وجود الانسان فإنها متساوية بين جميع البشر.  لذا فإنه من الطبيعي في هذا العصر أن يتساوى البشر جميعا في حقوقهم، وفي الوقت الذي لكل فرد أن يعتز بخصائصه الجسدية ويحافظ ويحترم الخصوصيات والوظائف المرتبطة بجنسه إلا أنه لا ينبغي أن يكون ذلك سببا في حصول مجموعة على حقوق أكثر من مجموعة أخرى أو تمييز جنس دونا عن جنس آخر. من هذا المنطلق أكدت التعاليم البهائية على حتمية المساواة في الحقوق بين الجنسين وعلى ضرورة مشاركة ومساهمة الجنسين في تقدم ورقي المجتمع البشري.

 

يتفضّل حضرة عبد البهاء: "ان النساء عند البهاء حكمهنّ حكم الرجال فالكل خلق الله، خلقهم على صورته ومثاله أي مظاهر أسمائه وصفاته فلا فرق بينهم وبينهنّ من حيث الروحانيات الأقرب فهو الأقرب سواء كان رجالا أو نساء". يتفضل أيضا: "إنّ الله لا يفرّق بين الرّجل والمرأة. بل إنّ أقربهما إليه من كان قلبه أشدّ استنارة ومن كان إيمانه به أعظم".

المساواة بين

الرجال والنساء

القيم الأخلاقية والفضائل الإنسانية

يركز الدين البهائي على القيم والمبادئ الأخلاقية والفضائل الإنسانية ويؤكد بأنها قاسم مشترك لكافة الرسالات السماوية لذا لا ينبغي أن تتحول إلى مجرد عادات وتقاليد بل ينبغي أن تتطور مفاهيمها وتتسع أبعادها لتناسب التطور الاجتماعي والفكري وتهذب التقدم العلمي والمعرفي.

 

وتنص الكتابات البهائية على أن الأدب والصدق والأمانة والوفاء والعفة وطهارة الفكر والسلوك والنزاهة في جميع الشؤون وتهذيب النفس والتحلي بالصبر وغرس الفضائل كلها ركيزة أساسية للدين وأصله المشترك عبر العصور

 

"كن في النعمة مُنفقاً، وفي فقدها شاكراً، وفي الحقوق أميناً … وفي الوعد وفيّاً، وفي الأمور منصفاً … وللمهموم فَرَجاً، وللظمآن بحراً، وللمكروب ملجأ، … وللغريب وطناً، وللمريض شفاءً، وللمستجير حصناً، وللضرير بصراً، ولمن ضلّ صراطاً، ولوجه الصدق جمالاً، ولهيكل الأمانة طرازاً، ولبيت الأخلاق عرشاً..."  حضرة بهاء الله

القيم الأخلاقية

والفضائل الإنسانية

وجوب تحري الحقيقة

إحدى الركائز الأساسية للمبادئ والتعاليم البهائية هي مسؤلية كل فرد على القيام بتحري الحقيقة بحرية وانصاف وسعي صادق في كافة مناحي الحياة.

"يا ابن الروح. أحب الأشياء عندي الإنصاف لا ترغب عنه إن تكن إليَّ راغباً ولا تغفل منه لتكون لي أميناً وأنت توفق بذلك أن تشاهد الأشياء بعينك لا بعين العباد وتعرفها بمعرفتك لا بمعرفة أحد في البلاد فكّرْ في ذلك كيف ينبغي أن تكون. ذلك من عطيتي عليك وعنايتي لك فاجعله أمام عينيك".  الكلمات المكنونة

وتؤكد النصوص البهائية على أن الايمان لا يمكن أن يتحقق دون تحري الحقيقة، وأن الدين لا ينبغي أن يتحول إلى حالة توارثية وعادات وطقوس تنتقل من جيل إلى جيل، بل هي رحلة ذاتية ومسؤولية كل فرد أن يجرد نفسه من التعلقات والعادات ويبحث بكل صدق عن الحقائق في الوجود.

"قدسوا أنفسكم يا أهل الارض لعلّ تصلنّ الى المقام الذي قدّر الله لكم ...  يجب على السالكين سبيل الإيمان والطالبين كؤوس الإيقان أن يطهّروا أنفسهم ويقدسوها عن جميع الشؤونات العرضية، يعني ينزّهون السمع عن استماع الأقوال، والقلب عن الظنونات المتعلقة بسبحات الجلال، والروح عن التعلق بالأسباب الدنيوية، والعين عن ملاحظة الكلمات الفانية ويسلكون في هذا السبيل متوكلين على الله ومتوسلين إليه". كتاب الايقان (مترجم)

وجوب تحري الحقيقة

توافق العلم والدين

أشار حضرة عبدالبهاء في خطبة ألقاها في باريس في ۱۲ تشرين الثاني من عام ١٩١١م: "الدين والعلم جناحان يطير بهما الإنسان إلى العُلا وبهما تترقى الروح الإنساني. فمن المستحيل الطيران بجناح واحد، فإذا ما طار الإنسان بجناح الدين وحده فسرعان ما يقع في مستنقع الوهم والخرافة، وإذا ما طار بجناح العلم وحده فسيقع في وهدة المادية التي تحول دون تقدمه". (مترجم)

وأكد في خطبة أخرى بأن توافق العلم والدين ينتج عنه تقوية وتعزيز الدين وليس ضعفه مثلما يتخوفه المدافعون عن الدين: "إن الدين والعلم توأمان لا انفكاك لأحدهما عن الآخر، فهما للإنسان بمثابة الجناحين للطائر يطير بهما، ومن الواضح أن جناحاً واحداً لا يكفي للطيران، وكل دين يتجرد من العلم فهو تقليد لا اعتقاد، ومجاز لا حقيقة، ولذلك كان التعليم فريضة من فرائض الدين". (مترجم)

توافق

العلم والدين

sarah-marino-final.jpg

ردم الفجوة الثقافية بين الأمم

قـــريــــبا.

ردم الفجوة الثقافية بين الأمم

توحيد الله

الدين البهائي دين توحيدي يؤكد على وحدانية الله وفردانيته وبأنه هو خالق هذا الكون ومدبر أمره. وهو مبنيٌ على الإيمان بأن الحقيقة المقدسة الإلهية منزّهة عن الشبيه والمثيل ولا سبيل لمعرفتها إلا من خلال الرّسل الذين هم الوسيلة الكبرى لهداية البشر. يتفضل حضرة بهاء الله: "أن اشهد في نفسك بما شهد الله لذاته بذاته بأنه لا إله إلا هو وأن ما سواه مخلوق بأمره ومنجعل بإذنه ومحكوم بحكمه ومفقود عند شئونات عزّ فردانيته ومعدوم لدى ظهورات عزّ وحدانيته وأنه لم يزل ولا يزال كان متوحدا في ذاته ومنفردا في صفاته وواحدًا في أفعاله".

توحيد الله

bottom of page